صعوبة التفريق بين...

في تقرير عن رحلة إلى جنوب المغرب وجبال الأطلس المتوسط..«صعوبة التفريق بين الأمازيغ والعرب في المغرب»هذه البرقية التي كشف عنها مؤخرا موقع «ويكيليكس» تحمل الرقم الترميزي 06rabat540 id، وعنوان «الأمازيغ في المغر ب، الجزء الأول»، وقد تم إرسالها من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، في يوم 28 مارس 2006 وهي تنقل تقريرا لأحد أعوان سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، قام برحلة في جنوب المغرب وجبال الأطلس المتوسط رفقة نشطين من الحركة الأمازيغية؛ وخصوصا منهم تابعون لجمعية «تماينوت» حسب الوثيقة. وتقول البرقية إن الرحلة استمرت من العاشر إلى السابع عشر من شهر مارس 2006، وانطلقت من الرباط إلى جامعة الأخوين بإفران ثم إلى مراكش وورززات وآكَْدز. ويؤكد كاتب التقرير أن رئيس جمعية تماينوت يدعو إلى الفصل بين الهويتين العربية والأمازيغية حتى يسهل الشروع في التغيير السياسي ومشاركة الأمازيغ الفعلية في الحياة السياسية. كما أن موظف السفارة الأمريكية الذي كتب التقرير يؤكد أنه التقى كذلك بناشط أمازيغي آخر هو عبد الواحد الدرويش الذي يدعو حسب التقرير إلى إعادة تقسيم جهات المملكة على أساس الاعتبارات القبلية، خصوصا الأمازيغية.
ويؤكد التقرير على التباينات الكبيرة بين أمازيغ سوس ماسة وأمازيغ تافيلالت ودرعة وجبال الأطلس المتوسط. كما يؤكد على صعوبة التفريق بين الأمازيغ والعرب في المغرب. والفوارق هي فقط فوارق بسبب اختلاف البيئات من رعوية وفلاحية إلى سياحية وغيرها. وتخلص البرقية في الأخير إلى أن النظر إلى الموضوع من الرباط العاصمة يشكل جانبا هاما لفهم المسألة الأمازيغية في المغرب الحديث. ويؤكد محرر التقرير أن هذا ليس كل ما تعلمه خلال الرحلة في الأطلس المتوسط. ولم يكن مفاجئا، أن رؤى سكان العاصمة تختلف في أهميتها من منطقة إلى أخرى. والهوية الأمازيغية لها تنوعاتها بتنوع جهاتها ومناطقها. إن جبال الأطلس تقسم البلاد جغرافيا. والتاريخ والجغرافيا مع كل المسائل البيئية الأخرى لها دورها في تحديد الطريقة التي يتعامل بها سكان كل منطقة، وكيف يفاوضون الحكومة المركزية فيما يخص أولويات منطقتهم.